ثمة أمور لا تتغير في هذه الحياة، مثل الساعة التي تأذن ليوم جديد بعد الثانية عشرة ليلاً! هذا مصدر إرباك أبدي بالنسبة لي على الأقل! كيف لهذا التوقيت أن يقرر يوماً جديداً من دون أن ينجح في تكوين ما يوحي بذلك، ففي الثانية عشرة ليلاً أكون في ذروة اليوم الذي من ا...
استراقات
إلى رامي عمران كثيراً جداً من سان فرانسيسكو إلى دبي... في المسافة متسعٌ، والوصول ألا نصل أبداً. لم تكن أمطرتْ بعد، ولا كنّا في واردِ أن نفكّر بما تدّبره السماء، فالأرضُ صلبةٌ، واثقةٌ، قادرةٌ على حمل كل هذا الانتظار. الحب مطارٌ يتشبث بك. طائرة تحلّق ...
وأنا أشتغل على هذا العدد العجيب قررت إحصاء السجائر في منفضتي! أشعلت سيجارة واتخذت هيئة إحصائية ورحت أعدّها فإذا بها 17 سيجارة، استغرقت في تدخينها من الساعة 11 صباحاً إلى الساعة 6.34 مساءً، طبعاً الدقة مطلوبة طالما أنني اتخذت هيئة إحصائية. ثم اكتشفت بعد أقل من أ...
" تحب الميناء أكثر من البحر!" لم يكن ذاك ميناء وفيه سفينة أو سفينتان، لا أثر لعمال ولا شاحنات، ولولا الرافعات وبضع حاويات لكان بحراً خاوٍياً مقفراً يستدعي التفكير بالأفق وما وراءه وهكذا تداعيات. مشينا على طول الكورنيش. استعصت الذكريات وذاب...
استوقفها محل للثياب الرجالية من المستحيل أن أكون قصدته يوماً، كله بذَّات رسمية وربطات عنق، وأحذية من تلك اللامعة المدببة. سألتني: "تتذكر ما الذي كان عليه بالماضي؟" لم تنتظر إجابتي، فهي تعرف أنني لن أتذكر: "كان محل إكسسوارات. أهديتني منه قرطاً ولا...
تشبهين نجمات السينما اللاتي كتب عنهن بندر عبد الحميد في كتابه الطافح بالجمال "ساحرات السينما – فن وحب وحرية"[1]! نعم تشبهينهن جميعاً! أنت ساحرة من ساحرات السينما اجتمعت فيك ريتا هيوارت وأودري هيبورن وغريتا غاربو وكلوديا كردينالي وأخريات كتب عنهن بن...
يخبرنا لينين أن "هناك عقوداً لم يحدث فيها شيء، ثم هناك أسابيع تحدث فيها عقود"، يا لها من حقيقة! وكل ما شهدناه يقول لنا ذلك، إلى أن بات ما يحصل في أسبوع فاتحة لعشرات الأحداث في كل أسبوع، وباتت النجاة منجزاً، "حتى رضيت من الغنيمة بالإياب". لقد أُلحق...
قالت إن الأمر لا يتعدى مرونة في الروح! هي التي أكدت مراراً أن الجسد سيستجيب لا محالة ويمسي مرناً أيضاً. وسألناها مراراً كيف للروح أن تمسي مرنة، هي التي لا تحتكم على عظام أو عضلات، لا بل لا نعرف ما هي أصلاً، وقد لا تكون سوى شحنة أو سيالة دماغية تافهة! قد تك...
في أوقات محايدة لا ينالك فيها شر ولا تنعم بخير، لا شيء من هذا ولا ذاك ولا ما بينهما، تكتسي أشياء تافهة بأهمية عظمى، كأن تكون جالساً إلى طاولة تحاول بلا أمل يذكر أن تكتب، فتمضي إلى تدخين سيجارة فتكتشف أن العلبة فارغة، فتقذف بها عالياً إلى الخلف حيث توجد سلة المهملات فتست...
كل شيء على ما يرام أيها الأصدقاء، لقد انتهيت للتو من تدخين إحدى وعشرين سيجارة ما يعني فروغي من علبة ودخولي في ملكوت علبة جديدة، والأمر لا علاقة له بمسببات خارجية، بل على اتصال بلذة التدخين فقط لا غير، وإن إصراري على قول ذلك آتٍ من حرصي على منع أي اشتباه بمعاناة أو ما شا...