حرية الأمل
العدد 264 | 14 أيار 2021
زياد عبدالله


يخبرنا لينين أن “هناك عقوداً لم يحدث فيها شيء، ثم هناك أسابيع تحدث فيها عقود”، يا لها من حقيقة! وكل ما شهدناه يقول لنا ذلك، إلى أن بات ما يحصل في أسبوع فاتحة لعشرات الأحداث في كل أسبوع، وباتت النجاة منجزاً، “حتى رضيت من الغنيمة بالإياب”.

لقد أُلحقت على مدى عقود ضربات موجعة بالأمل، بوصفه دافعاً وإحساساً إنسانياً أصيلاً، جعلت منه خطراً داهماً، يتطلب الحفاظ عليه، إن تعلق الأمر بقضايا الحرية والعدالة، جرأة مضاعفة – بعيداً عن صنّاعه ورجال أعمال الأمل من كائنات تلفزيونية وافتراضية تحريضية وتجارتهم التي لا تبور في الترويج للأوهام بوصفها آمال سواء في تضخيم الجزئي أو تحجيم الجوهري – بحيث أصبح الإفراط به مهلك في هذا السياق، ولا جديد سوى تدفق أنهار الدم مجدداً. وكلما حلمنا بالحرية زاد القمع وتكميم الأفواه أكثر واستعرت الوحشية أضعافاً، وحمل راية الحرية أعداء الحرية.

 لكن!

 وللمفارقة التاريخية والإنسانية يبقى السؤال الأكثر حضوراً: وماذا نفعل من دون أمل؟ طالما أنه الحرية الوحيدة المتاحة: حرية الأمل!

ماذا سنفعل ما لم نمارس حرية الأمل!  

 


كاتب من سورية. مؤسس مجلة أوكسجين ومحترف أوكسجين للنشر. صدرت له العديد من الروايات: "سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري ومآثر أسياده العظام (1984 هـ)" – (2019)، و"كلاب المناطق المحررة" (2017)، و"ديناميت" (ط1: 2012. ط2: 2018)، و" برّ دبي" (ط1: 2008. ط2: 2018). وله في القصة القصيرة: "سورية يا حبيبتي" (2021)، و"الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" (2016). كما صدر له شعراً: "ملائكة الطرقات السريعة" (2005)، و"قبل الحبر بقليل" (2000). من ترجماته: "محترقاً في الماء غارقاً في اللهب-مختارات من قصائد تشارلز بوكوفسكي" (2016)، و"طرق الرؤية" لجون برجر (2018)، و"اليانصيب وقصص أخرى" لشيرلي جاكسون (2022). وله أيضاً كتاب مختارات من التراث العربي بعنوان "الإسلام والضحك- نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر" (2018)،  و"لا تقرأ هذا الكتاب إن لم ترَ من السماء إلَّا زرقتها" (2023) الصادر عن محترف أوكسجين للنشر.