الحب مونولوج | زياد عبدالله
العدد 208 | 19 آذار 2017
ترقص المرأة الصامتة على خشبة المسرح، تفتح الخزانة، تُخرج امرأة ثانية لتتولى عنها الكلام.
وتلك الصامتة لا تهدأ تأخذ ما تقوله الثانية بعيداً بجسدها، ترقص وتقفز ولا تلامس الخشبة، لتتبع القفزة بأخرى، فتستحيل رجلاً صامتاً راقصاً متقافزاً.
المرأة أخرجت رجلاً من الخزانة، هو رجل من البداية! ألغي الحوار، الحب مونولوج، كلٌّ يكلّم نفسه فينصت الآخر، الكلمات تتدفق، ما من انقطاعات، ما من بروفات، مونولوج وجنس، جنس ومونولوج، الجنس مونولوج الجسد والروح والحواس، أنّات، تأوهات، لغتان في لغة، مونولوج يُلقى على المشارف، عند جرف صخري ثم الهاوية.. ما أحلاها من هاوية! نصعدها ونهوي من جديد، وما اللذة إلا سيزيفية.
ضد مكبث ضد مونولوجه: حياة ملؤها الرقة واللذة، لا عنف ولا صخب، وفي الخارج الأرتال والثوار والجيوش والجحافل والدمار. وتلك المسافة القصيرة التي تفصلني عنك لا تطول وتوصلني لأبعد، والتسلل ليلاً كما الخروج من غرفة التحقيق! غرفتك.. اعترافاتي كاملة بأني نجوت.
الزمن متوقف لدرجة مضيّه دفعة واحدة، أيام بهنيهات، والدهر والسرمدية والأبد. أفرغنا الخزانة من الحنين رميناه كومة ثياب مجعلكة، أردناها لنا منحشرين فيها، خزانة وله.. امرأة ورجل.
*****
خاص بأوكسجين