أوكسجين على النقيض
العدد 179 | 29 أيلول 2015
زياد عبدالله


ما هو هذا الأوكسجين؟

هل هو الهدوء أم الصمت؟ يخرج بفسحة مبتكرة تتيح لمن يتنفسه أن ينجو من عبء صخب يزود عنا بأن يطحننا. أليس الأوكسجنيون بين رحاه؟ وتحت رحمة البيانات الكاذبة لتمثيلية لا تكتمل فصولها إلا بسحقنا جميعاً؟ 

هل نصمد؟

هل نموت؟

أم أنه الغناء حين تلهمنا الهاوية!

لا ليس بصمت ولا هدوء، إنه مناشدة لخلطة أنفاس، منصة، مهبط، محط، لإعلاء الفرح بعد إتقان مأساوية واقعنا ومصائرنا. إنه ذاكرة قد تكون مثقوبة، قد تكون معتلة أو مترنحة، لكنها تتذكر وتتذكر لتبقي ما تنقذه، وتري الجمال جماله متعقبة الروعة بمجرد أن يؤسسها هذا الأوكسجين، بمجرد أن يتجرأ ويغيّر الهواء.

لقد ضحكوا علينا كثيراً!

تمردهم لم يخلصهم من استمنائهم. ومناهضتهم لم تخرج علينا إلا لتصفعنا وتتسيدنا. . .

أشباه

أنصاف

قطع مقتطعة من قطيع لم يخرجوا منه إلا بثغاء مزيف أوهمنا بأنه صوت ومغاير ومتحرر وحداثي.

أوكسجين على العكس

أوكسجين على النقيض

على أمل.


كاتب من سورية. مؤسس مجلة أوكسجين ومحترف أوكسجين للنشر. صدرت له العديد من الروايات: "سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري ومآثر أسياده العظام (1984 هـ)" – (2019)، و"كلاب المناطق المحررة" (2017)، و"ديناميت" (ط1: 2012. ط2: 2018)، و" برّ دبي" (ط1: 2008. ط2: 2018). وله في القصة القصيرة: "سورية يا حبيبتي" (2021)، و"الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" (2016). كما صدر له شعراً: "ملائكة الطرقات السريعة" (2005)، و"قبل الحبر بقليل" (2000). من ترجماته: "محترقاً في الماء غارقاً في اللهب-مختارات من قصائد تشارلز بوكوفسكي" (2016)، و"طرق الرؤية" لجون برجر (2018)، و"اليانصيب وقصص أخرى" لشيرلي جاكسون (2022). وله أيضاً كتاب مختارات من التراث العربي بعنوان "الإسلام والضحك- نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر" (2018)،  و"لا تقرأ هذا الكتاب إن لم ترَ من السماء إلَّا زرقتها" (2023) الصادر عن محترف أوكسجين للنشر.