ميتا يتأمل السقف
العدد 191 | 21 أيار 2016
أحمد سواركة


مربع  صغير بلا فراغ

ينقلب في حجرتي

موضوع فيه نفس الشخص

مع قفص حديدي جاهز

ومركون في مقدمة المدخل

يصغي للأقدام الداخلة للبيت.

 

***

 

قلبي المشرد في حديقة عامة

تحرك قبل قليل

ونادى عليك.

***

هذه الخبطات التي شعرت بها

وأنا في المعركة

مقسومة قسمين

قسم لجسدي

والثاني

كي يحدث شيء.

 

***

 

برمجيات مثل أحبكِ، والحنين،  عليّ دراستها

كي أتعثر بطريقة مماثلة لرجل العصابة

وهو يلوي عنقاً مدسوسة في إحساسه

هذا خراب للرواية الجديدة

التي تركز على مضمون النفاية

تلك التي تتهذب باستمرار.

*****

جهاز عصبي يتابع خطواتك

يتوتر صوتك

معرفة بسيطة تضيء الليل

تتذكر إنسانيتك المدونة على الطريق

تدفع طابوراً من الموتي للبحر

وتجبر الجميع على الصمت

هذا سببه واضح

منقول من مشهد الذات وهي تشير إلى متعلقاتها

كما لم يحدث من قبل.

****

يتحطم زجاج

تحدث جلبة

ثم تضيء الصالة.

أنا متصل من الداخل

حتى سماع صوتكِ

***

في دكان الخردوات وجدت تمثالاً من الأبنوس

أنا الثالث

أكلم سترة الذي أختفى

وأتابع رائحة قديمة جاءت من باب الخشب

ماسورة المياة القديمة سقطت على أريكة حمراء

معجم الكلمات البني يزحف بشكل متكرر

صحون من الدرجة الثانية تتطاير

جدار البَول

وحيوان يرقص في المدخل بقبعة فرانكفونية

الممر أطول من اللازم

والشتاء يُملي مقولات حكيمة على الجميع

وأنا على موعد للشراب

مع تاجر عجوز، يبيع العظام

قال بأنه عاصر حروبا كثيرة

وينوي أن يحدثني عن مقبرة بالكامل.

***

فكرتي عنكَ أنك تتابع الفلسفة لتوضّح للجميع أنك واقعي.

اليوم، مع ساعات الصباح المبكرّة كنت تركض وعلى ظهرك كيس أعشاب لعلاج جماهيري. تحرّكت مرتين وأنت تتمتم عن جهازك المعنوي في مواجهة الخبز البائت.

تريد أن تسحرني بحديثك السريع عن الطاولات المستعملة وسور الأشجار والملاءات التي اتسخت.

أنت متأكد من عاداتك ونوع الحليب الذي تسكبه في الشاي وموقفك الواضح الذي تعيده بدقة من كونك في صف الفقراء والشعوب وهي تحقق مصيرها.

لكن هبت اليوم عاصفة، فانتفضت تسوي سترتك الرمادية، وتعلن لي خوفك على الكلام من أن يسقط في حوض الماء وتجده امرأة تبوأت مناصبا كثيرة وتصيبها بنوبة من الضحك.

أنت مهووس بالضعف، وتحاول أن تبدو قاسيا مع قدوم الساعة الحادية عشر، لذا سأسميك في هذا اليوم بإسمٍ وجدته في الكتب الدراسية، كي أفهم هذا الحز الذي في عنقك.

عيناك مريضتان، وتلبس نظارة ليست جميلة ، كي تدون الضوء في مكعبات موسمية، لهذا هتفت لك ومعي رواية الباب العالي لأحد المناضلين من أجل الحرية، فظهر عليك الخوف.

كل يوم تكتب عن حيواناتك المفضلة، وكيف أنك تبول

في الفجر لتفاجأني بحياة مكرّرة كي تنقذ الملل.

أنت متوتر ومقسوم، تكذب بطاقة ثنائية لتثبت لي أنك تحب الشجر وصوت آلة العود.

جرّب هذه البصقة، ربما حدّقت جيداً في أطرافك التي تذوب من هوسك بالواقع.

كُلْ في طبق الخزف هذا، كي تبدو متحررا من شيء.

أنا سأعلمك أن تشطب كل الجمل التي تكررها وأنت واقف في قفص حديدي، ثم سأعيد على أسماعك كلاما تصدقه دائما عن اعتزازك بالماضي وكرة المضرب وعلب الدواء.

سأقسمك بطريقة حسابية كي لا تسقط كتلة واحدة وأنت تتنهد في كيس القمح الذي تحمله أمك وهي في السبعين.

سافر. هناك سنوات سيكون عليك تجديدها، كي تفهم الكلمات التي وضعتها في فمك.

توقف هنا. أنت لست واحداً.

مسحور أنت،  بحيث  أنوي تثقيفك بالعصور والتغيرات المناخية.

***

التبغ في علبة الحديد مع الفجر البارد وتفكير غير مريح في ترجمة رديئة لشعر ليس له علاقة بالبيئة. كأن تتلفظ بماياكوفسكي أو رينه شار والقدر يغلي في صيغة الحروب القديمة والمنشورات الورقية لأمرئ القيس ودراسة المرأة من منظور تشريحي.

حاول مرة أخرى كي لا تكون صادما، فأنت تكدّس الأسابيع في جهاز مقسوم كي تعثر عليها بعد عشرات السنين معطلة وباردة، لكنها أسابيع على أيتها حال، تتحرك مع الشهور التي تأكل حياتك فيبدو العام تكرار حسابي وأنت أعداد لانهائية تقضي على الحاجات الضرورية والمهمات الصعبة والأعمال المشروعة كي تبدأ من جديد بلا أمل ولامعلبات أو رغبة في الأعتراض على مكونات الشجر أو الحيوان أو حتى جارك في السكن.

راقب حدوثك من الآن كي لا تتعثر.

***

سأقابلك بالزمن الضائع، لتنبت في الحياة الأبدية، التي لم تشحنها القوة ولا يستطيع قتلها أحد على الأطلاق.

بداية من فقد الزمن حتى بناية روحك،  يكون الأمر ساحراً لأنك لا تصل إلى شيء.

فمثلاً وأنت تتابع دموع الأم، وهي تروي كيف فرغوا في صدر ابنها كل الرصاصات، تبيّن لك أن شعورها ناقص، ودموعها موجهة لأسفل.

 أناها المدفونة حرّكت جسدين.

عدا ذلك، كنت تعرف باب البيت المفتوح على منطقة الصيف، وتدرك أن الوقت غير مناسب لتكرار الماضي أو النطق به، وسوف تتكدس الذكريات السيئة بطريقة سريعة إذا لم تهاجم الأجزاء المدونة في بداية هذا العام وتعطيها أسماء تدور حول ماتعتقد أنت بأنه حقيقي و جاهز.

خشبة غيتار مكسورة ورسالة الكترونية ثم صوت في الخارج لبائع البرتقال، وترتجف قبل أن تملأ كفك بأعقاب السجائر والورق الممزق لأن اليوم طويل كما عصر كامل والمبلغ المالي الذي ضاع ضاع.

وقفت بجانب الكراسي لتتأكد أنك موجود ولايمكن نكرانك، وفي أثناء الجلوس أقنعت نفسك بعدم البحث، لأن كل الباحثين لم يتوصلوا إلى غير الفراغ أو ملامسة شيء منه، وسموه في السر كنبة أو بعض الملابس، لذا تنازلت عن فكرة أن تكرر المحاولات واكتفيت بأن أجعل الذي ضاع هو نوع من الأشجار أو السفن أو السحابات السوداء.

للتأكيد ، ضغطت على ظهر المكتب الخشبي لأشعر بالتوازن والعزوف عن مفاهيم فلسفية تتعلّق بالتخطيط للمستقبل ، لأن كلّ الذي حدث لم أكن أرغب في حدوثه، بل كنت أدافع طوال حياتي عن شيء لا أعرفه.

***

خاص بأوكسجين


شاعر من مصر. من إصدارته الشعرية: "أهوال صغيرة"" 1999، و""أغادر جسدي"" 2000، و""هواء سري"" 2002، و""قاطع طريق"" 2012"