عندما أغلق الباب على الشارع
العدد 158 | 04 أيلول 2014
عبير أبوديّة


واللافندر

والسياق

ووضوح التلّة فوقَ شامتكَ كَكرزة

أو

كشرفةٍ أقلّ إلحاحاً من نضوجكَ

و أشياءُ رخيصة ..

هل هناكَ أرخصُ من ضحكةٍ لا تتثاءبُ ..؟!

لو أنّها تطيرُ لِتكشطَ صدأ العواطفِ

لو أنّها تمطرُ وَتحتاجُ لرائحةِ نورسٍ واحد

وعن ظهرِ قلبٍ 

تحفظُ الطريقَ لقلب الدمعة

تجفّفها ببطءٍ خفيف

تحكي لها عن رائحة الزهرِ والنحلاتِ فوقَ قرص البابونجِ

تقولُ لها بصوتٍ يشبهُ الترحال والقفزة :

” لا بدّ من حلٍّ لهذا ..

دعِ الحياةَ عن كتفك

وترفَّق بعنادِ جذوعك “

فأضحك ..

أنا الحرّةُ كسمكةٍ تبحثُ عن رائحةِ الهند

أنا التي لا علاقةَ لي بالمسافة

لا علاقةَ لي بيدينِ ترتجفان

لا علاقةَ لي بحضوركَ أو بنوعِ الحبّ

فقط

أضحك

وأُمثّل الفقرَ أمام عينيك الفقيرتين أيضاً من كومةِ الشعر التي تعتريك

ونمضي غريبين

لو نلتقي غرباء ..؟

تحت شمسيّة البرتقال

تحت زلّةِ كفّينا

تحت السعادة التي غَضِبَت

ظنّت أنّنا عشناها و أكلناها ..

وتحت أسمائنا الخضراءَ 

تسقي الصحراءَ ملعقة ماءٍ.. ملعقة ماء

فتمرق أعيننا على أغنيةٍ نحبّها فوقَ الرفِّ 

تدقّ على الأواني والإضاءة

نجلسُ في صمتٍ، نراقبُ الكتابة

ونجمعُ سنيننا بدلال ..

أُرجعُ الأغنيةَ، أكتبُ على الخبزِ بجوارها :

يا صديقي 

لو تحملُ سيفاً

لأحببتُكَ أكثر ..

أحبّ أولئكَ الذين يرحلونَ بوحدة

يصمتون كثيراً

يبحرونَ على الحصى

و يعيدون النظر في الندم

عندما أرى في قبّة عينكَ تصفيقاً لعابر

حينها سأقولُ لكَ :

” يا حبيبي لن أقولَ لكَ إلّا حبيبي ..”

ترحلُ لصوتِ البحرِ

والشجرةُ تدورُ تدورُ بوقارٍ 

وتصعد لتؤذّن ..

يعتذرُ الأذانُ للروحِ

يعتذرُ للوردِ

ويعتذرُ لشامتكَ 

تذبلُ على شفتي الحمرةُ

أذبل

و أنسى ان أسأل

لماذا تقتلُ الدبابةُ دوماً حبّنا ..؟

________________________

شاعرة من الأردن

 

الصورة من أعمال التشكيلي السوري اسماعيل الرفاعي

*****

خاص بأوكسجين


مساهمات أخرى للكاتب/ة: