شمس تتحاشى منتصف النهار
العدد 221 | 29 تشرين الأول 2017
عبد النور قاسمي


ما تبقى مني

أخون المساء باللامبالاة

أعاتب الكرسي على شروده، أكسره لرد الاعتبار

جذع شجرتنا المنحنية لم يعد يبتسم لي

لعله لم يعد يرى الطفل بداخلي،

الحب يومها كان حاضرا

 حين لمعت في أعينِ الغرابِ جُثةُ أخيه،

في تلك الليلة كان وجه القمر شاحبا

تركت أطرافي في قبرٍ على سفح الجبل

قطعت مسافةً من الموت الى الحياة

فقط،

لأضع ما تبقى مني في هذه القصيدة.

 

شمس مايو

في الانتظار

كل الأشياء باهتة

كمشهد سينمائي صُوِّر في المكسيك،

لون أصفر

يطغى على المكان

وكل الكائنات ذابلة

لكن من دون قبعات…

الناس يقولون:

إن الشمس تتوقف في وقت الظهيرة

وحينها يتمدد الوقت

بما يكفي لقتل شغف العصفور بالطيران

وإجبار المجانين على التجول عراة

أما بالنسبة لي

تبدو الشمس

كأنها تتحاشى منتصف النهار

ربما

لأنها ملّت هروب الناس نحو الظلال

كنمل يشق طريقه تحت الجدران

أو ربما

هي أشفقت على رؤوس الأشجار

من لسعاتها وقت الظهيرة.

 

طقوس عقاب

لم أكن اسمع الأصوات يومها

كل ما شدّني

هو تلك الحركة

التي كانت تقوم بها جدتي

يدها اليمنى على حنكها

والأخرى حول خصرها

مرفق فوق مرفق

بينما رأسها يتحرك بشكل دائري

كنت أهرب كلما رأيتها تفعل ذلك

مؤمنا بأنها طقوس

لعقاب قادم نحوي

كنت أظن أيضا

أن كل جدّات العالم يفعلن ذلك.

 

أحلام منسية

نسهر حتى الصباح

لعلنا نقطف نجمة

نُسيت من الليل

نسهر

لنربِّت بأيدينا

على أكتافنا

و ننام

لعل النهار

يعيش بأحلامنا

 

ذوات

نحن أشباه أنفسنا

نتلاشى في النهار

يجمعنا الليل الموحش

نكحُّ

حتى تصبح أصواتنا مبحوحة

نكلم الجدران

و المرايا

و الأبواب أأيضا

نغرق في ذواتنا

نبول و نتجشّأ

نذرف الدموع

كل منا

بطريقة ما

يحاول أن يكون إنساناً.

*****

خاص بأوكسجين


شاعر من الجزائر.