رسائل للهاربين من الغياب …… إلى الغياب
العدد 205 | 17 كانون الثاني 2017
حسين الضاهر


1

بعد التحية والسلام

نحيطكم علماً أن الموت لم يرتوي من أجسادكم المرهقة

حتى وإن كنتم في خيام الشتات …….. حتى وإن لعقتم أصابعكم المتجمدة ندماً

الحلم بأجنحته المقصوصة لا يعلو أبعد من عمود الخيمة

والأمل غيمة عقيمة لن تتردد بقذف الرصاص غفلةً على رؤوس المؤمنين الهاربين الآمنين

المدى المجدي للموت عكاز البائسين

2

لم تتلطخ يداي بالدم

ولم أشارك الموتى جنائزهم

تلطخت يداي بالحبر وأنا أكتب النعوات عن بعد …….. بهم

3

نجونا وحقائب ملأى بالذكريات

عبرنا كأشباح تهرول على الخراب وإلى الخراب

بلا أختام تميزنا عبرنا

نجونا أو هكذا ندعي

من الموت إلى الموت وحتى الموت

عبرنا

لنهذي “نحن من نجونا”

تركنا خلفنا أسراباً من الأجساد تنتظر العبور

تنتظر النجاة

 

4

هل جربت السير على أنقاض الهاربين؟

هي ليست رياضة تمنحك المزيد من اللياقة البدنية

هي هوية الخائفين

تمنحهم القليل من الأمان المزيف

 

5

“رجل ميت يمشي”

عبارة اختزلت تجربتي على الأرض

أن يتوقف الوقت ليبتلع إشارات المرور الخضراء

ويسطع المدى بلون أحمر غامق  ….. توقف لا يمكنك المرور

هي الحدود

وهذا التراب ممزوج بالعتاب

السلك الذي يفصل الأرحام لم يكن شائكاً بقدر أحلامنا

6

“من نافذة تطل على مدينة لا تتحدث مثلنا”

الزجاج المعشق

يشوه المارة كأشباح باردة تتقفى الضوء

إلى المجهول مسيرهم

وما أزال أبني الحكايات لهم.

 

7

على قرص الشمس المستدير

بألوان مبتذلة كهذه الكلمات

أكتب لحظات الغياب وأهمس في أذن الدوري

أنا هادئ اليوم

سأرسم للشمس عيني ماء

لنطفئ الاشتياق

*****

خاص بأوكسجين

حسين الضاهر من سورية

 

سائل للهاربين من الغياب …… إلى الغياب

1

بعد التحية والسلام

نحيطكم علماً أن الموت لم يرتوي من أجسادكم المرهقة

حتى وإن كنتم في خيام الشتات …….. حتى وإن لعقتم أصابعكم المتجمدة ندماً

الحلم بأجنحته المقصوصة لا يعلو أبعد من عمود الخيمة

والأمل غيمة عقيمة لن تتردد بقذف الرصاص غفلةً على رؤوس المؤمنين الهاربين الآمنين

المدى المجدي للموت عكاز البائسين

2

لم تتلطخ يداي بالدم

ولم أشارك الموتى جنائزهم

تلطخت يداي بالحبر وأنا أكتب النعوات عن بعد …….. بهم

3

نجونا وحقائب ملأى بالذكريات

عبرنا كأشباح تهرول على الخراب وإلى الخراب

بلا أختام تميزنا عبرنا

نجونا أو هكذا ندعي

من الموت إلى الموت وحتى الموت

عبرنا

لنهذي “نحن من نجونا”

تركنا خلفنا أسراباً من الأجساد تنتظر العبور

تنتظر النجاة

 

4

هل جربت السير على أنقاض الهاربين؟

هي ليست رياضة تمنحك المزيد من اللياقة البدنية

هي هوية الخائفين

تمنحهم القليل من الأمان المزيف

 

5

“رجل ميت يمشي”

عبارة اختزلت تجربتي على الأرض

أن يتوقف الوقت ليبتلع إشارات المرور الخضراء

ويسطع المدى بلون أحمر غامق  ….. توقف لا يمكنك المرور

هي الحدود

وهذا التراب ممزوج بالعتاب

السلك الذي يفصل الأرحام لم يكن شائكاً بقدر أحلامنا

6

“من نافذة تطل على مدينة لا تتحدث مثلنا”

الزجاج المعشق

يشوه المارة كأشباح باردة تتقفى الضوء

إلى المجهول مسيرهم

وما أزال أبني الحكايات لهم.

 

7

على قرص الشمس المستدير

بألوان مبتذلة كهذه الكلمات

أكتب لحظات الغياب وأهمس في أذن الدوري

أنا هادئ اليوم

سأرسم للشمس عيني ماء

لنطفئ الاشتياق

*****

خاص بأوكسجين


كاتب من سورية

مساهمات أخرى للكاتب/ة: