حكاية على ظهر رصاصة
العدد 199 | 24 أيلول 2016
حسين الضاهر


أن تكون سورياً

تقلّب أوجه الموتى بحثاً عن وطن

تختصر الحرب …بنظرة

الثلاجات

لا تحفظ أسماء الجثث فقط

هناك في الثلاجة السابعة قصة

وفي الخامسة… والأولى

 

الحكايات مع كل قطرة دم

على ظهر الرصاصة… في فوهة البندقية

في عين القناص… في ذاكرة الضحية

أيها القتلى لماذا تواجدتم هناك ؟؟؟

 

الموت حق، ونحن نتنازل عن حقوقنا

 

اليوم وبينما العالم منهمك بممارسة الحقد

نحن منشغلون بترتيب الحزن

وتصنيفه حسب الأولويات

أبي من ثم عمي من ثم خالي فصديقي وجاري

وهكذا……..

الأقربون أولى بالدموع

***

اليوم أستيقظ ثقيلاً كزنزانة عمرها مئة مظلوم

الأفكار الصباحية لعينة كدرس الرياضيات

أجمع أطرح أقسّم 

معادلات رياضية من الدرجة التي ستقتلني يوماً

لا يملأ فنجاني سوى قوائم المشتريات

وأصابعي المشوهة لا تستطيع العد حتى الثلاثة

أُطفئ عقلي باكراً

 أقفل الأبواب التي فتحتها في الحلم

أسير مقلوباً على رأسي متجهاً إلى الكارثة

وعند مفترق الحكاية

تتلقفني فكرة رحيمة

توقظني وأنا مستيقظ

***

وأنا أتسلل إلى عينيك هذا الصباح

 كقطة جائعة وبهدوء يخلو من كل شيء إلا من الاشتياق

 أتعثر بغيمة تتلو على روحك الممتدة في عرض السماء شيئاً من أساطير الحب

 

لص فاشل هكذا أوصَفُ… جائع لزرقة عينيك هذا حالي

أستغني عن أمنياتي بقضمة عشق

ألتصق بفشلي

لأرتب الفوضى التي ارتكبتها في المحيط

و

أمضي

*****

خاص بأوكسجين


كاتب من سورية