ثم أختفي
العدد 195 | 25 تموز 2016
أشرف العناني


ذوى من ذوى وبقيتُ،

في فمي سيجارة

والباب مفتوح على صيف.

 

كأنهُ كروانٌ وتكسّرت صيحته،

كأنهُ أنا من خرج،

ولم يعثر على أثرٍ.

 

حركةُ مدينةٍ في البال،

لوعة أخرى بلا عصبٍ،

الحربُ …..

لحست سبعة أجيال من الطمأنينة،

وأنا بمفردي،

أعضّ على سببٍ يبقيني على حالي،

وأردم حفرةً أحدثها خروج الغائبين عن رشدهم.

أو أنني كنتُ أبكي،

كذا أبكي،

وألعنُ في سري المسافة والأمل.       

***

 

بسبب الأنقاض،

ليس لها مدخل.

 

بسبب الدانةُ،

ليس لها عين.

 

بسبب السكين،

ليس لها عنق.

 

بسبب الراحلين،

ليس لهم مواعيد مستقرة.

 

بسبب الرمل،

كل هذا الرمل.

 

بسبب الأمل،

يتوعكُ الدرب،

يتلوى هكذا لأتوهمُ

أن أحداً ما سوف يأتي،

شيئاً ما سوف يحدث.

***                      

جهةٌ،

جهتان،

ثلاثةٌ،

هذا ركودٌ يلزمهُ مصحة،

وأنا مهزوم كفاية،

 نكدٌ حامضٌ وغزيرٌ يبللُ أرجائي.

 

على حافةٍ،

أو أنه الداخلُ

لأنني نسيتُ كيف يشكو من بلعَ

 أياماً غبراءَ بأقفية عريضة،

تلك قسوة وتحتاج لطبيب.

***

بمجرد أن أمشي،

أحمل تلك البقايا فوق ظهري، ثم أركض،

أركض ملهوفاً كجروٍ فقد أمه،

و أتباعد،

أتباعد وأنا أبكي،

فقط أبكي،

لعلي أختفي.

*****

خاص بأوكسجين