ثعالب بيضاء تركضُ تحت الملاءة | قصي اللبدي
العدد 254 | 12 نيسان 2020

بكاء
لو رأيتَ أصابعها تنزع القبعاتِ
عن البامياءْ
.
لو رأيتَ الستائر ترقص،
خجلى،
على آلة النفخِ.
.
والليلَ، مختبئا في الخزانةِ، ينبحُ
مثل الجراءْ
.
لو رأيتَ الزجاجَ يشفّ
وأغنية الماء تطفو،
على مهلها
.
كنت أدركتَ:
هذا البكاءْ..
على امرأةٍ أضحكت كلّ شيء.
الفقاعة الجدة
ألاحق فقاعةً.
لا يدٌ، قطّ، إلا وتحلمُ، لو مرةً،
أن تلامسَها.
.
أتأملها من مكاني، هنا،
وهي تصعد أعلى
وأبعدَ
منفوخة بالهواء.
.
وأرى طيف فقاعة
تتخلق من رحمها الرغويّ،
على مهلها
وتحلق منشقةً عن مجال الأمومة.
.
أنظر أعلى
وأبعَدَ..
إذ، ربما، كان قبلهما
قبل أن يولد الضوء،
فقاعة جدّة، لا تزال محلقة في الفضاء.
لو كنت شاعرا
الوعورةُ في النطقِ،
من
شدة اسمكِ.
.
ليس كلام فمي،
هو صوتي، فحسب، الذي يقطع الليل،
.
مرتجفا،
بحروفٍ مقطعةٍ
.
لو أنا شاعرٌ..
كنت ألّفتُ أغنيةً لكِ، من كلمات فمي.
لصنعتُ نشيد أناشيدَ
باسمكِ،
عقدا من الكلمات الفريدة، أحمله لك.
.
ما من مجازٍ،
أنا
لست نايا، ولا شاعرا.
هو صوتي فحسب، الذي يتمشى وحيدا،
ومبتعدا،
حاملا حمله.
يحدث الآن
يحدث الآن..
أنك نائمة في سريري
.
وأن ثعالب بيضاء تركضُ
تحت الملاءة،
أن عروقا، كأوردة البرق،
تومض
أن سماء رصاصية اللون، تنهضُ
من نومها.
.
يحدث الآن
أنك
تمشين مشيتك. الليل أبيضُ
حولك،
والباب يغمض،
إذ تعبرين
.
صدى خطواتك،
أم هو قلب من اللحم، ينبضُ
تحت الرخام؟
.
ويحدث،
أنك تستبدلين الثياب، فتهوي المجازات
عارية منك
.
في الخارج، ارتجفت ندفة الثلج، أيضا
ولم تستطع حمل معطفها
.
يحدث الآن
أنك ترتشفين حليبك، واضعة فخِذا فوق أخرى.
.
وأما أنا، فأحاول ملء الفراغ الذي
شعّ..
منبثقا، فجأة، من شرودك..
صمت
فقدت فمي وأنا أتحدث.
لا أتذكر ما كانت الكلمات.
كأن نسيجا سريع النمو أحاط به، فجأة
فتلاشى.
أنا ذا، هنا،
أتحشد بالكلمات، ولا فم لي.
*****
خاص بأوكسجين