املأني بنظراتك المرتابة
العدد 268 | 05 كانون الأول 2021
فتحية الصقري


 

عن صورةٍ في الخيال تمرُّ وتتمزَّق

 

 كنتُ أمشي عاريةً بطريقةِ ممثِّلةٍ إباحية في فيلمٍ قصير

أرقصُ أحيانًا

ثَمِلةٌ طوالَ الوقت

نائمةٌ على سريرِك

بجسدٍ ممتلئٍ وشعرٍ طويل

ليستْ لديَّ مهامُّ أخرى

سوى تدليلِ لهفتِكَ التي خرجتْ من قصرِ الرفاهيةِ، وسقطتْ بلا مقدِّماتٍ في حديقةٍ مهجورة

يمكنكُ أنْ تستيقظَ الآن

أنْ تفتحَ عينيك

على صورةِ الصباحِ بهيئتِهِ المُغْوية

وتُلقي بكلِّ ما سبقَ في سلَّةِ المهمَلات

لديكَ من الوقتِ ما يكفي

لتفكيكِ سُلطةِ المخيِّلة والحلم

للخروجِ في نزهةٍ

مع أخرى

تحبُّ المشيَ والشوكلاتة

وتشبهُ إلى حدٍّ ما

Lesley Lawson

 

العبورُ إلى الساحل

 

كانَ كلُّ شيءٍ معتمِدًا على حجمِ الصندوقِ الجديدِ الذي وصلَ متأخِّرًا مع بضائعَ قابلةٍ للكسر

صندوقٍ صغيرٍ كلُعبةِ أطفال

بأسطحٍ ملساءَ وزَلِقة

أن تضبطَ حركةَ يديكَ على اللمسِ الخفيفِ المتمهِّلِ، وأنتَ تمرِّرُها على الغلافِ الرقيق

أنْ تمزِّقَهُ بلُطْف 

أنْ تشطُرَه إلى نصفينِ، وأنتَ تضحك

أنْ ترفعَ الغِطاءَ بطريقةِ عازفِ البيانو

أنْ تمرِّنَ نظرتَكَ على التغاضي عن الخدْشِ الواضحِ في المزهرية

عن مقاسِ القميصِ غيرِ المناسب

عن الاشتباكِ الحاصلِ بين الكلماتِ، داخلَ دفترِ ملاحظاتٍ يضمُّ قصائدَ غيرِ مكتملة

 عن شكلِ المذياعِ القديمِ الذي يعملُ بأغنيةٍ وحيدة

أنْ تعتنيَ به، أنْ تقبَلَ كلَّ شيءٍ فيه

قبلَ أنْ تغادرَ إلى وِجْهةٍ أخرى.

كانَ على الصندوقِ أنْ يكونَ شجاعًا،

أنْ يَعْبُرَ الساحلَ بصورتِه الضئيلة

مكتفيًا بالصمتِ والرسائلِ المُشَفَّرة

أنْ يقولَ بطريقةٍ ما:

هذا الغلافُ، المزيَّنُ بالوردِ، والمصفوفُ بعنايةٍ فائقةٍ، مقاومة،

دعوةُ للرَّقْص

انتصار

وجهٌ من وجوهِ القوَّة

هذه السعادةُ المرسومةُ كإطار

خطةُ الخارجِ من معاركَ شرسةٍ لاستعادةِ قدرتِه على المشي

أنْ يقولَ بطريقةٍ أخرى:

ها أنا ذا 

مسلَّحًا بضعفي

انظرْ إليَّ جيِّدًا

املأني بنظراتِكِ المُرتابة

دقِّقْ فيّ

فاجِئْني

مزِّقْ صورتي

وإنْ شئتَ، احرقْها

سأقبِّلُ رأسَ الشجاعةِ، وأشتمُ الحظ.

 

*****

خاص بأوكسجين


شاعرة من عُمان. صدر لها: "جمهور الضحك"" 2016، و""أعيادي السرية"" 2014، و""قلب لا يصلح للحرب"" 2014، و""نجمة في الظل"" 2011."