الهَمزة المُتطرِّفة | مازن أكثم سليمان

العدد 154 | 15 حزيران 2014

مَنْ ركَعَ أمامَهُم مُستغيثاً 

كيْ يُجفِلوا باسمهِ 

طيْرَ الجَمالِ في لُغة العُيون..؟!!

 

ألديهم قواعدُ فَهمِ المساءِ

تقديمُ الرَّملِ، وتأخيرُ الوردة..؟!!

 

أم لديهم خرائبُ الإضافةِ إلى مَتاهة

وشظيّةٌ في الحال المنصوب على شَفرة..؟!!

 

_ كُلُّ الألفاظِ مُسبَّقةُ الدَّفْعِ.

 

... ولا أحدَ يُصرِّفُ الفعلَ خُماسيَّ الجهاتِ 

أنّى يُجاورُ الاسمُ شُجُونَهُ..!! 

 

المعنى 

ليسَ بقرة َ أحد 

فمَن سيخدَعُ الفراشةَ مُدّعياً 

أنَّ لديهِ إعرابُ الملائكةِ للنّدى المُبهَم 

وبناءُ الشّجرة على نرد الأنين..؟!! 

 

_ كُلُّ الرّموزِ مُسبَّقةُ الدَّفْعِ. 

 

... وهُنا في الأفئدة

يفرزونَ الأحلامَ على الهُوِيّة 

يستعملونَ الكونَ مِراراً، ثُمَّ يُصدِّرونَهُ شرائحَ 

يُزخرفونَ الشّرحَ الوافيَ للبحر والحُبِّ  والنّجوم

فيسقطُ مِنْ يدِ طباقهِم 

المُصوَّرُ الورديُّ لنهدِ المُوسيقى. 

 

الشّاعرُ 

_ كإجاصةٍ وحيدة في صحن قشّ _

لا يتوقّفُ عنِ المُصارعةِ الحُرّة للمَجاز: 

[مَنْ نامَ على وسادةٍ 

ليسَ كمَنْ نامَ بينَ عُشبتينِ في قصيدة]

 

/ تُعوِّضونَ عنِ المجهول بقبضة بندقيّة.. تُؤكِّدونَ أنَّ المعرفةَ وجباتٌ سريعةُ التّنكير.. 

لا نبرات ترونَها غير المسحوقة تحتَ العجلات.. لا حُروف جرّ تُودي إلى المَهالكِ.. 

اللُّغةُ آمنةٌ مادامَ اللّسانُ آمناً، والدُّموعُ لا تغفو في الفواصلِ الدّامية.. 

النُّقطة لم تنقلِبْ يوماً إلى نُقطتين، ولم تجِىءْ الغُيومُ سرداً مُفكَّكاً تتباعَدُ في مَطرِها الاستعارةُ الحامضيّة.. 

وحدها الكتابةُ مرسونةٌ بالسّطور، والغدُ مُرجَأٌ دائماً.. / 

 

_ كُلُّ الفَجواتِ مُسبَّقةُ الدَّفْعِ. 

 

تُهذِّبونَ أيّامَ الدَّخلِ المَحدود

أو تُجنِّسونَ الحُضورَ في مُؤشِّرٍ رقَميّ 

تُرسلونَ القارّات في حوالة هاتفيّة 

وربّما تحنونَ رُؤوسَ الأمواج 

إبريقاً لِسَقْيِ اليبابِ مِلحاً مِنْ أوهام. 

 

العالَمُ قَبْضُ بلاغتكُم 

حيثُ تعني لكُم الأشرعةُ

هواءً نشيطاً فحسب

ويعني  لكُم الشّتاءُ 

مِعطفاً كالحاً في مُستنقع. 

 

أنتُم سادةُ نصٍّ 

يتبَعُ المُموِّلَ الهُلاميَّ 

أنتُم عُملاءُ حقيقةٍ

على قدِّ الرُّكودِ النّاهدِ كصخرة. 

 

... تتملّصونَ ممَا جرى في حدائق الرّوايات، مُتجاهلينَ الآتيَ الغامضَ 

بعدَ سطرين وبضع بتلات مُمزّقة.. 

يقبَعُ الضّوءُ بائساً تحتَ أظافركُم، ولا تُحرِّكُ فيكُم الأحداثُ

مُفردةً واحدة مُغايِرة.. 

 

/ كأنّكُم تزدادونَ قِصَراً 

في الدّلالات 

أو كأنَّ انسحابَكُم 

آخرُ ديكٍ حيٍّ لدى البائع / 

... 

... 

_ مُتناسينَ كُلَّ عصيانٍ في التّأويلات 

يحبسُهُم دورانُ الأرض 

في لُهاثِهِ 

وتُهيلُ الجاذبيّةُ التُّرابَ 

على مَحاجرهم 

تتشرّدُ أيّامهُم 

هامِشاً هامِشاً 

غير آبهينَ بما طواهُ النِّسيانُ تحتَ إسفلتِ الكلام

أو بما فتَحَتْ فضائحُ الصّباح دفاترهُم عليه 

ليُسائلوا الوُجودَ عَنْ مَراميهِ في الخُطى: 

[مَنْ سيجرؤُ يوماً

على كتابةِ الهَمزة المُتطرِّفة 

على جَناح عُصفور..؟!!].

__________________________________

شاعر من سورية

الصورة من أعمال المصور العراقي فاضل عباس هادي وهي منشورة ضمن كتاب له بعنوان "ولا تنسَ أن السيدة لايكا تنتظرك بالبيت"، والذي يمكن التعرف على مضمونه من خلال قراءة المخرج والسينمائي قيس الزبيدي له في زاوية "كتاب" ضمن مواد هذا العدد.

*****

خاص بأوكسجين

شاعروناقد من سورية. من اصداراته مجموعة شعرية بعنوان: "قبل غزالة النوم" 2006

مقالات أخرى للكاتب