أيلول بأرجل جديدة
العدد 212 | 17 أيار 2017
أيوب ضبابي


لا شيء سوى اللُّصُوص

بعد العشاء

أخبرتني أمي،

أن مصباح الحمام:

قد تعطل،

وأنه لا يوجد حليب لفطور الصباح.

 

ارتديت السترة ذاتها

وخرجت إلى الدكان.

رأيت القمر ساطعاً،

والنجوم مثل حبات سكر خشنة.

الهواء باردٌ جداً

ويداي ترتجِفان.

.

داخل حذائي

وبين أصابعي

تحسست ثقباً

في جوربي

قد نسِيتْ أن تخيطه

يداها الناعمتان،

كما كانت تفعل

بأعضائيَ الطازجة

داخل بطنها.

.

طول الطريق

كنت أستمع لأغنيتي المفضلة؛

من فرقة اسمها: Nothing but thieves.

معدّداً

الحاجيات

التي طلبت مني

أن أجلبها.

 

ملائكة وطيور

لم نكن نعرف الترامبولين أبداً 

كان هناك منزلٌ مهجور 

سرقنا منه نابض أريكة صدئ بأبعاد شاشةِ تلفاز

تخلينا عن كرة القدم تلك الأيام

وقفزنا عليه بعلو ثلاثة أمتارٍ في الهواء

تمرغنا كثيراً في الوحل

بعد المدرسة وحتى الغروب: فعلنا ذلك

متشبِّهين بملائكة وطيورٍ أخـرى.

شـجرة المشمش

حلّ أيلول بأرجلٍ جديدة،

وحملنا الأوراق التي سقطت من شجرة المشمش:

حملناها إلى مكان آخر.

وبَترنا غُصنهَا الطويل

الذي تسلَّـق نافذة المطبخ،

.

النافذة التي

لا تُوصد إلاّ في الشّتاء

مِن خلالها

ينسلُ المطر بكلِّ سهولةٍ

كما تظهر السماءُ

بكلِّ زُرقتِها

في الأيام العادية،

والسحِلِّية التي اِلْتَصـقَت بزُجاجِها

سحقها أخي بِرمية حذاءٍ واحدَة:

حملناها في كيسٍ بلاستيكي

وخارجَ البيت دفناها مع بعضِ الحرمل.

.

.

قبل ذلك،

كنّا نظن أن أيلول مشلولٌ تماماً،

وأن شجرةَ المشمشِ التي هناك،

أصيبت بالعُـقم.

.

حلّ أيلول بأرجلٍ جديدة،

والشجرةُ شمّرت عــن أغصَانها.

*****

خاص بأوكسجـين.


شاعر من الجزائر.