أربع وعشرون ساعة شتوية
العدد 185 | 21 كانون الأول 2015
نور ناجي


1

شتاء طويل: 

تقول لي الجدة الطيبة، لن تتحمل قدماك الهروب من الحنين فى حضرة الشتاء، فالشوق قرين البرد، والبرد بن الشتاء، والشتاء يحب أن ينبش قبور الماضي.

 

2

نوفمبر اللعين: 

شتاء نوفمبر لعين جدا، وأنت تحتسي شرابك الساخن ـ سترتجف ـ يداك خوفا، ويرتجف قلبك وأنت تحتسي نبيذ المطر الذي سكبته الغيوم البيضاء داخل زجاجة عالمك الصغير، ولربما داخل الهاوية التي سقطنا بها.

 

3

ننسى أنفسنا أحيانا: 

يخبرنا الشتاء بأننا لسنا مؤهلين للحياة؛ فنكتب أسماءنا في مدونة الموتى، ونحترق كما تحترق شمعة عذراء ترهبنت وهي تصلي من أجل النور. 

فننسى أيها العالم القميئ كل مشاعرنا، وننسى أننا مبصرون، ولفرط العمى نرتدي ثيابا مرتقة بألف ثقب وتقب، كل ثقب في ملابسنا يشي بمخاوفنا.. هذا لأننا لسنا مؤهلين.

 

4

أيها العالم لمَ لم تنصت: 

في الشتاء ستنمو داخل عينيك غيوم نابعة من تهتك عضلات قلبك، وتمزق أحبالك الصوتية ـ إثر ـ زلزال مشاعرك الصامتة التي لم يفهمها أحد. 

صار قلبك غيمة سوداء مستنزفة إلا من مطرها، ملامحك تشبه ملامح باتت موحلة بغبار العواصف، رياح شديدة.. ورياح أكثر قوة من قبل.. لم يعد يخرج من قلبك وصوتك إلا حفنة حطام عليك أن تكرمها ؛ كي تنبت من جوفها بنفسجة.

 

5

أربع وعشرون ساعة شتوية: 

تسأل الفتاة: 

هل سيطلع الشتاء علينا وقلوبنا تجمدت من سُبات جليد الحياة؟ 

*****

خاص بأوكسجين


كاتبة من فلسطينrn

مساهمات أخرى للكاتب/ة: