أتبدد بكل ما يلحس دهشتي
العدد 200 | 10 تشرين الأول 2016
مهدي المطوع


إظفرٌ منزوع، بسببه أضع أفكاراً مخرَبة

كل ليلة أتقمص جسد تعيسة بالمخاض وأنجب خائناً/ يبتلعُ أباه ويدغدغه بالغضب.. كل صبح أُمسخُ إلى جاسوس تغتصبه النظرات. الدائرة هنا… القزم في الأسفل منذهلاً/ شهِدنا افتراس عشيرته بالضحك. خلَّفهُ الندم، استبدلنا حياته بثلاث شمعات لتائه في جبل. لكنما أنت حين يبتدأ بك خط شعريّ مشطور ويعود بك السكّير إلى بيت الجدران تتكرر إلى مسودة عاجزة عن البياض. قلنا في قفص السلالم تكتمل أخشاب رأسك تلك الشبيهة بالكلمات. و في علب يصعد بها كيس الجراد. سويناك على منشفة مع ثملات يعرُجن لكنك لم تتضح. لذلك اعتدت أن تتعب من مياه تحتضن أقواس مخيلة شائخة..إذهب..الماء ينتظر والوحشة تقرفص، قل لنا/ إنه الصقيع يرفس حياتي وبسببه أضع أفكاراً خربها المخاض، لربما تهدأ القسوة جيداً. لذلك اكتئب لأن السعال في بروق الجلد أو لأنها الأسماك متعطلة قرب محطات الإلهام بلا تكاثر وعابسة. قل إنها أوراق سفنكم دون مفتاح/دون إجابة نطعمها ليل الجاز أو القمر ملتهب الحنجرة. الذي طريقه بلا نوافذ أو جفن حازم، يمسك الأكتاف ويداعب زجاجها السهل. ولا نعرف أين هو الدخول ولم الطرق لها أشرعة والأيام لها شوك.انه خاطرٌ مضغوط في دمعة وأنابيب للتوحد، بسببها لن يُهلل المخلب وللصرخة طوابق من حريق يكبتها الخواء.أو في الذباب غائبة حتماً أيتها الحروف المطبوخ لعابها. رققنا مصيرك بالثغاء ونجرنا بأسماعنا بيوتاً خفيضة في التجرُّح وما اتضحتِ. كم أنّ وانهزم فيكِ يقين الرخام. ومن عزلات الحمير المثرثرة شِهدنا تحطُمات أعمارُكِ وارتباكات وحينا أيتها المعادن للدهشة. يابس وأردد ما لدي سوى حياة كأعلاف للبيع/ أما ضميري/ لأنه يُمشِطُكِ برمش الفوضى، ترينهُ مزبلةً. أين إصبعُكِ. الوسطى أعني.. ألمي لهاة.

(أعلاف للبيع) – أسفل لوحة الترحيب بالمواليد الجدد. فأين لي بأعصاب مقلوبة. بوضع مُخل/ بمرآة جانبية/ بكوليسترول خارجي/ بشهيق ضيّق/ وبسببكم باء نومي بالفشل.. إذاً هذا هو مِزاجُكم/ طائِرات ورقية  لكنها الأفراح الزائلة كزبد المخلب. أين نحشرُ لكَم الدهشات ولا من كنبة واسعة أو كلمة تُتقى. والآن أتبدد بكل ما يلحس دهشتي. الآن أعدد بقايا من الآمال تربصت بكم، كيف نُطفئُ هذا السُعار الذي تسبب بضياعنا وهجمت ممحاة غضبه ومسختتا رعشات دائمة، ماذا ترك الجوع في مساحات لحمنا المنسية كصنبور معدة أفلتت سُعالها على المبنى كله. مانفع أي علاج لنُطمئِن، ولا من خزي نهدهده فيخفي مفاجآت المصير الذي تسبب بضياعنا لأن وجهه ممحاة فسحبنا ألسنتنا خوفاً. شِهدنا تحطمات الوحي الناقص للكابوس. بقي لنا نقيع جارف يهجم ولايحد..أيقظ السهاة من المعاطف ولا طمأنينة تعتريه أو شهقات فرح كثمرة للماء… لكنما الصرخات مستعجلة بلا لحن يرتفع ويهوي في بقع الجدار المحروق بالنَفسَ. قلتم سابقاً/ جُع أكثر بالحنين المخروم بسرقات الوجوه المحزوزة عليه بالأرق.. افتعل البكاء أسفل المطبخ. وصلِ مرتعباً ومستعجلاً.. ها أنا العدو الذي يبكي ويتطلخ بلعاب الهزيمة وحزن الجرس الصامت.

 ***

عكاز

تتخشب سلالم رقاب لقدماء ضحكوا، حيث يبتهل الحلزون في صدفته وبين رئتي القاتل رصيفٌ للمؤثرات، إذ ينمو تتلف أبعاد ذكرياته. حيث وسائد ضحاياه تتلوى خلف أثر يبعد ما يحتويه، كي يبقى ويذهب في رنين مَشاهد تتردد في الرفوف حول انزلاق أيامه دون عكاز.

***

لمبة المُرضِع

..ما تنتظران من حياة كأنها الشبع، جوهرها مقلاة تدخّن نظريات افتتاح اليوم وخيبة الانوجاد حياً ومكتملاً، خيبة الخطأ وفقر الامتلاء بالمكائد والمساجدات لأعضائكما، لكنك الخائف حتماً أيها النذل، مسترخياً بتقاسيم حذاء عاقٍ يؤرجح ظله الثابت. ثم تتآكل في حديد يختنق بالرؤى، أي نتيجة هذه تنحتها بالتأسي/ ببجعات دمى الفزع تحسب نفسها غيمة تتشكل بمزاجها.

 وما أحوجنا للوساخة/ للماذا أيضاً، والبلا أرق تنتظر متصلباً، كلما أتخمك جماد الظلال في الفناجين/ فغرقت حتى الذيل. تستأنس بالحِكم والقمصان المستصرخة هنا/ وحضورك/ موضوعاً للتدقيق والشكوك. أيها الذي لِيأس الكرات ينتمي وصداعها في عارضات أزياء الحنين/ في إطار العمى/ الخدر كذلك والفضح، لأنه السم القرين لم يصل إلى ديدان قرفك منهم، وما عليك إنهاءه من الصدأ المتبقي بالرهيب من الأضراس، تعكس تلك الغامضة وهي تلتهم حياتها كاصبع شفاه كابوسية. تتلذذ باستعادة إجهاضات رب البستان المُرضِع. يمشي بقِصةٍ واحدة عن شيء يحترق بعش مقفل من الخارج ويبكي كـ لمبة الجنين. 

______________________________________________________________________

النصوص من كتاب بعنوان “لعبٌ متحللة لميتٍ عادي” صدر أخيراً عن “دار مسعى”

 *****

خاص بأوكسجين 


شاعر من السعودية. من اصدارته الشعرية "لعبٌ متحللة لميتٍ عادي"" 2016."