آهات طويلة داخل فيلم بورنو
العدد 146 | 21 شباط 2014
إبراهيم السيد


أحد عشر كلباً

 

هكذا مرت سنين من الفوضى

قبل أن أجرب لذة القرارات الحاسمة

مرتدياً قبعة كاوبوي وقميص جينز:

أكتب فيلما عن حياتي.

 

آهات طويلة تتكرر

داخل فيلم بورنو مصنوع للهواة

أنا أبحث عن ابنة عم ضائعة لن أجدها

يجب أن أظل وفياً لها بينما أضاجع شقراوات بسيقان طويلة

أفكر في اسكندنافيا السبعينيات المجيدة

حيث الثورة لها سمك قضيب و شعر العانة صك دخولك لحفلات صاخبة وراء الكواليس

 

الكلاب في الممرات المعتمة

كالكلاب في القصائد

لا تتوقف عن النباح

أو ممارسة الجنس.

 

صديقتي غريبة الأطوار تسير أمامي 

ترفع فستانها فوق الركبة 

لاعب البانتومايم يدخن أصابعه و يفكر

مازلت أكره شكل أصابع قدمي لأنها تشبه أصابع العائلة 

 

أخجل من أنفي المكسور 

الذي يخاف أن يصبح أنفاً ل “بلياتشو” بشارب خفيف 

 

وجع الأسنان لم يترك لي مجالا للهرب

تسع و عشرون عاماً مرت 

الحذاء سيظل وحيداً في الشارع 

والكلب في الجهة المقابلة ينبح و يهز ذيله 

 

أعود لمطبخي الصغير 

ألعب الشطرنج مع صديقي لاعب البانتوميم 

أقشر برتقالة 

أحد عشر كلباً 

تنبح أمامي 

كعطب بسيط 

في الذاكرة.

 ***

 

سبع نصائح صغيرة للإقلاع

عن التدخين

 

السبت

تخلص من الولاعات القديمة التي تملأ الأدراج.

 

الأحد

توقف عن المشي وحيداً 

ستبدو الأمور أقل وطأة و أنت برفقة آخرين،

ستسعدك المصائب المكومة خلف كل منهم.

 

الاثنين

 تواصل مع أصدقائك السريين لشراء مسدس و كاتم للصوت

الأصدقاء الذين خذلتهم ذات ليلة

لتبني مستقبلاً باهراً لا يحتاجه أحد.

 

الثلاثاء

حاجتك لقتل شخص لا زالت تتخمر،ربما من الأفضل أن تكتب رواية.

  

الأربعاء

امنح نفسك وقتاً لتتمرن سراً على القسوة.

  

الخميس

عود ثقاب واحد سيكفي لحرق جثة

 لم تتعرف صاحبها.

 

الجمعة

ابتسم لنفسك على الأقل و أنت تلمع مقدمة حذائك.

*** 

 

 فأر عالق بمصيدة

 

خطواتنا لبيت تُخلّف بقعاً حمراء طازجة

تبهت مع التكرار

بعد أن شهدنا عرضاً لكلاب البحر

كلاب بحر مبللة في قاعة للفنون مكللة بأطواق عنق زاهية تلعب بكرة أرضية من البلاستيك.

 

يأتي صوت ممطوط في الخلفية

 

“استوفت أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء في الأطلسي 

الشروط اللازمة لتصنيفها ضمن لائحة الأنواع المحظور المتاجرة بها عالمياً. وذلك وفقاً لعلماء اللجنة الدولية لحماية تونة الأطلسي الذين اجتمعوا في مدريد من أجل تقييم الوضع الحالي لمخزون هذا النوع من التونة.”

 

قبيل مغادرتنا، أتحدث مع مديرة القاعة الأربعينية بحماس زائد عن أهمية وجود عروض صاخبة كهذه.

أنهت صديقتي مفاوضاتها مع صاحب العرض في مطبخه الضيق المزدحم ببقايا ألوان وتجهيزات عروض سابقة .منحته ابتسامة صغيرة و لفافة تبغ وأخذت الغراب.

غراب أسود صغير

يعرج قليلاً

في قفصه.

 

مع قرب رجوعنا للبيت

مزهوّين بالصفقة

بدأ الشك يتسرب إلينا.

أن تحل اللغز

سيستلزم دائماً الكثير من المعطيات

غير المتاحة. 

 

مجرد بقائنا معاً

غير مكترثين

أصبح ماضياً بعيداً

و دماء حمراء باهتة

تتساقط خلفنا

كآثار حبر فسفوري أحمر.

_______________________________

شاعر من مصر

القصائد من مجموعة بعنوان “أحد عشر كلباً” صدرت أخيراً للشاعر عن “دار شرقيات” في القاهرة.

 

الصورة من فيلم “حصان تورينو” للمخرج الهنغاري بيلا تار

*****


شاعر من مصر. صدر له: "كيف يقضي ولد وحيد الويك إند"" 2007، و ""أحد عشر كلباً"" 2014."

مساهمات أخرى للكاتب/ة: